"التوحد الأفتراضي" مصطلح جديد

"التوحد الأفتراضي"
.......مصطلح جديد!
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى
ارتفاع مطرد في أعداد الأطفال المصابين بالتوحد.
فماذا وراء هذا الارتفاع الضخم في
معدلات التشخيص؟
وما الذي يحدث من جراء ذلك عند النشء
من أطفالنا؟
وهل لاستعمال الأجهزة الألكترونية بأنواعها
دور في ظهور أعراض اضطراب طيف التوحد؟
وأخيرا: هل تعتبر، فعلا، مثل هذه المماراسات سببا
لتشخيص اضطراب طيف التوحد؟
يجيب الدكتور وائل الدكروري الأستاذ
المساعد الأكلينيكي بقسم علاج اضطرابات النطق واللغة والسمع بكلية العلوم الطبية التطبيقية
بجامعة الملك سعود بالرياض: أن هذا هو ما يتناوله
العديد من علماء النفس والباحثين في السنوات الأخيرة في دراساتهم، وقد أظهرت نتائج
هذه الدراسات عدم ثبوت هذه الفرضية، بل قد ذهب البعض منهم للنفي التام، مضيفين أنه
مع ذلك لا يمكن إغفال دور تلك الممارسات كعامل مساعد في حال وجود نمط الأعراض
التشخيصية أو الإستعداد لظهورها.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطفال الذين يتم تشخيصهم
باضطراب طيف التوحد تتغير لديهم أنماط ظهور الأعراض وتأثيرها بعد تقليل أو إيقاف استخدام
تطبيقات العوالم الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال الاجهزة اللوحية او
الهواتف الذكية بشكل كامل. ولكن يجب الحذر بشدة من اعتبار هذه الأجهزة كأحد
مسببات اضطراب طيف التوحد وهو مايحاول البعض الترويج له ولكن التفسير الأقرب يتمثل
في أن التقليل أو الإيقاف لإستخدام الأجهزة الألكترونية وتطبيقاتها المختلفة يقلل
من إنشغال الأطفال بها ويسمح بزايدة فترات التفاعل المباشر لهم مع المحيطين مما
ينعكس بشكل إيجابي علي نمط سلوك التواصل الأجتماعي.
ولإزالة الغموض واللبس عن القارئ الكريم نقول أن
الدراسات قد خلصت الى أن الإستخدام المفرط للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قد
يعتبر عاملا مساعدا لإظهار أنماط سلوكية قد تتشابه مع نمط السلوكيات التوحدية ولكنه
لا يمثل سببا مباشرا لظهور الأعراض اللازمة لتشخيص اضطراب طيف التوحد حيث لم يدعم
هذه الفرضية البحث العلمي بعد، كما تجدر الإشارة الى أن التقليل من إستخدام
الأجهزة الألكترونية بأنواعها المختلفة كان له تأثير إيجابي علي الأطفال والتي تمثلت
في تقدم مهارات التواصل الأجتماعي والتفاعل مع من حولهم بشكل أفضل.
توصيات الجمعية الأميركية لطب الأطفال
أشار الدكتور وائل الدكروري بأن الأكاديمية الأميركية
لطب الأطفال (AAP)
قد خلصت في إجتماعها السنوي لعام 2016 (والذي حضره أكثر من 10000 طبيب أطفال) عند
وضع التوصيات لعام 2017 فيما يتعلق بالأوقات الموصي بها أمام الأجهزة الألكترونية
بإختلاف أنواعها بالنسبة للأطفال، بأن الأطفال تحت سن السنتين لا يسمح لهم علي
الإطلاق باستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفزيون لما لذلك
من أثر سلبي شديد علي نموالطفل اللغوي والإجتماعي والسلوكي، أما الفئة العمرية من
عمر السنتين حتي عمر الخمس سنوات (2-5 سنوات) فيسمح لهم فقط بساعة واحدة يوميا،
وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الست سنوات فيكون للأهل الحرية في اختيار
الفترة الزمنية المسموح بها ولكن يجب الحذر الشديد من المحتوي المقدم لهم وتنصح
الجمعية الأميركية والعديد من الجمعيات العلمية الدولية بضرورة إعطاء الأطفال
الفرصة لممارسة الحياة الطبيعية وما تتضمنه من تفاعلات مع الأقران والأهل لإكسابهم
المهارات الأساسية للتفاعل الإجتماعي واللغوي بدلا من حصر خبراتهم مع شاشات تقدم
لهم "عالما إصطناعيا" يفتقر لمقومات الحياة الطبيعية.
التعليقات (0)